التَّاجِرُ وَمُسَاعِدُهُ

   فِي أَحَدِ الأَيّامِ وَجَدْتُ سَمّاعاتِ حاسوبي غَيْرَ شَغَّالَةٍ بَعْدَمَا اسْتَيْقَظُتْ - سَمّاعاتٌ غاليَةُ الثَّمَنِ - . لَمْ أَدْرِي مَا كَانَ سَبَبُ ذَلِكَ . كُنْتُ قَدْ اسْتَخْدَمْتُهَا البارِحَةَ بِشَكْلٍ عاديٍّ . حاوَلْتُ اِصْلاحَها وَلَكِنْ دُونَ جَدْوَى . الشَّيْءُ اَلَّذِي أَقْلَقَنِي هوَ أَنَّنِي لَمْ أَتَذَكَّرْ إِسْقاطَها أَوْ جَرَّ السِّلْكَ بِعُنْفٍ بِالْأَمْسِ . أَظُنُّ أَنَّنِي كُنْتُ قَدْ قُمْتُ بِذَلِكَ أَيَّامًا مِنْ قِبْلُ ، والْمَفْعولُ لَمْ يَظْهَرْ إِلَّا فِي صَباحِ ذَاكَ اليَوْمِ . لَكِنَّ هَذَا لَا يُهِمُّنا .

   بَعْدَ صَلاةِ الظُّهْرِ ، كَانَتْ الخُطَّةُ أَنَّنِي سَأَذْهَبُ إِلَى سُوقِ الإِلِكْتْرونيّاتِ ، المُتَواجِدِ فِي وَسَطِ المَدينَةِ ، أَشْتَرِي سَمّاعاتٍ جَديدَةٍ وَبَعْدَهَا أَعودُ واُجَرِّبُها ، ثُمَّ سَيَكُونُ وَقْتُ العَصْرِ قَدْ حَانَ ( أَقْضي أَغْرَاضِي بَيْنَ أَوْقاتِ الصَلَوَاةِ ).

   عُدْتُ مِنَ السّوقِ فَوَجَدْتُ أَنَّ طُولَ السِّلْكِ لَمْ يَكُنْ مُلَائِمًا . ذَهَبْتُ مُجَدَّدًا إِلَى السّوقِ وَهَذِهِ المَرَّةَ أَعْطَانِي التّاجِرُ سَمّاعَتَيْنِ ، أُجَرِّبُهُما ، أَحْتَفِظُ بِالَّتي نَاسَبَتْنِي وَ أُعيدُ الأُخْرَى … . إِحْدَاهُما لَمْ تَكُنْ مُريحَةً فَقُمْتُ بِإِرْجاعِها .

   عِنْدَ تَسْليمِي اِيَاهَا لاحَظُتْ أَنَّ الوَقْتَ قَدْ مَرَّ وَأَنَّ مَوْعِدَ الصَّلاةِ قَدْ اِقْتَرَبَ . لَمْ أُرِدْ العَوْدَةَ إِلَى المَنْزِلِ وَمِنْ ثَمَّ الذَّهابَ إِلَى المَسْجِدِ . كُنْتُ مُرْهَقًا ، فَقَرَّرْتُ البَقاءَ مَعَ التّاجِرِ وَمُساعِدِهِ فِي المَتْجَرِ إِلَى حِينِ العَصْرِ فَأُصَلّيها فِي مَسْجِدٍ كَانَ بِالْقُرْبِ مِنْ هُنَاكَ . كُنْتَ زَبونًا وَفِيًّا وَكَانَ يَعْرِفُنِي ، لِذَلِكَ حَتْمًا سَيَسْمَحُ لِي بِالدُّخُولِ . وَبَدَأْنا نَتَحاوَرُ …

   التّاجِرُ : هَلْ أَعْجَبَتْكَ اَلسَّمّاعاتُ ؟

   أَنَا : نَعَمْ ، شُكْرًا ، أَوَدُّ البَقاءَ مَعَكُمْ إِلَى حِينِ صَلاةِ العَصْرِ . لَقَدْ تَعِبْتُ !

   التّاجِرُ : أَنْتَ مُرَحَّبٌ بِكَ فِي أَيِّ وَقْتٍ . كَانَ بِإِمْكانِكَ إِعادَتُها فِي يَوْمٍ آخَرَ !

   أَنَا : لَيْسَتْ هُنَاكَ أَيَّةُ مُشْكِلَةٍ .

   ثُمَّ ذَهَبَ لِخِدْمَةِ بَعْضِ الزَّبَائِنِ ، وَبَعْدَ أَنْ اِنْتَهَى :

   أَنَا : كَمْ مِنْ سَنَةٍ وَأَنْتَ تَعْمَلُ مَعَ مُحَمَّدٍ ( أَخُوه ) هُنَا ؟

   التّاجِرُ : مُنْذُ عَشْرِ سَنَوَاتٍ ، كُنْتُ فِي البِدايَةِ أَعْمَلُ مَعَ أَخِي ، وَلَكِنْ الآنَ ، اَلْمَتْجَرُ مِلْكِي !

   أَنَا : هَكَذَا الأَمْرُ إِذًا ! وَلَكِنْ " عَشْرِ سَنَوَاتٍ " ! إِنَّهَا مُدَّةٌ طَويلَةٌ …

   التّاجِرُ : نَعَمْ ، إِنَّهَا كَذَلِكَ .

   أَنَا : عِنْدَمَا كُنْتَ طِفْلًا ، مَا كَانَ حُلْمُكَ ؟ مَهْلًا ، مَهْلًا ، إِلَى حَدِّ أَيِّ مُسْتَوًى دَرَسْتَ ؟

   التّاجِرُ ، بِابْتِسَامَةٍ ساخِرَةٍ : حُلْمْ ؟ ! لَا ، لَا أَتَذَكَّرُ أَنَّهُ كَانَ لَدَيَّ حُلْمٌ …

   مُساعِدُهُ ، وَهُوَ يَخْدِمُ زَبونًا ، مُتَفَاجِئًا كَمَا لَوْ أَنَّنِي قُلْتُ كَلَامًا فَاحِشًا : أَقَالَ حُلْمْ ؟ !

   فَأَجَبْتُ ، مُتَوَتِّرًا : أَقْصِدْ … لَمْ تَكُنْ تُرِيدُ أَنْ تُصْبِحَ اخْتِصاصِيًّا فِي مَيْدانٍ مَا أَوْ مُوَظَّفًا أَوْ مَا شَابَهَ ؟

   التّاجِرُ ، بِنَبْرَةٍ ساخِرَةٍ : لَا وُجودَ لِلْأَحْلَامِ فِي هَذَا البَلَدِ السَّعيدِ يَا فَتَى .

   أَنَا ، مُتَجَاهِلًا لِإِجابَتِهِ : نَعَمْ وَلَكِنْ مَاذَا عَنْكَ ؟ لَمْ تَكُنْ تُفَكِّرُ فِي أَيِّ شَيْءٍ ؟التّاجِرُ : لَقَدْ تَوَقَّفْتُ عَنْ اِلدِّراسَةِ فِي المُسْتَوَى الثّالِثِ إِعْداديِّ بَعْدَمَا رَسَبْتُ … عَنْ أَيِّ حُلْمٍ تَتَحَدَّثُ ؟

   أَنَا : أَهَّا ! الثّالِثِ إِعْدادِيِّ ! كُنْتَ تُجيدُ القِراءَةَ والْكِتابَةَ إِذًا ! أَلَيْسَ كَذَلِكَ ؟ أَظُنُّهُمَا كَافِيَتَانِ لِكَيْ تَطَّلِعَ عَلَى الكُتُبِ وَتُغْنِيَ مَعْرِفَتَكَ . وَلَكِنْ لِمَاذَا لَمْ تُحاوِلْ اِلْقِيَامَ بِذَلِكَ ؟

   التّاجِرُ : هْمْمْ … لَا أَدْرِي . أَلِأَنَّنِي كُنْتُ كَسولًا ؟ … الظُّروفُ لَمْ تَسْمَحْ لِي .

   شَرَعْتُ فِي الحَديثِ عَنِ " الحُلْمِ " لِأَنَّهُ بَعْدَ دُخُولِي لِلْمَتْجَرِ لَاحَظْتُ بِأَنَّ التّاجِرَ يَبْدُو تَعيسًا ، كَمَا لَوْ أَنَّهُ قَدْ يَئِسَ مِنْ الوَضْعِ ( العَمَلُ بِمَتْجَرِهِ ) ، وَمُساعِدُهُ أَيْضًا . وَرَغْمَ كُلِّ هَذَا ظَلَّ يَعْمَلُ فِي نَفْسِ المَكانِ لِأَكْثَرِ مِنْ عَشْرِ سَنَوَاتٍ ! أَرَدْتُ مُحاوَلَةَ مَعْرِفَةِ مَا كَانَ وَراءَ ذَلِكَ . ظَنَنْتُ أَنَّهُ كَانَ لَدَيْهِ حُلْمٌ وَلَمْ يُحَقِّقْهُ ، لِذَا كَانَ جَوَابِي كَالتَّالِي :

   أَنَا : الأَمْرُ غَريبٌ جِدًّا ! بِاسْتِطاعَتِكَ التَّعَلُّمُ وَمَعَ ذَلِكَ …

   التّاجِرُ : ظُرُوفِي كَانَتْ مُخْتَلِفَةً عَنْ ظُروفِكَ ، وَالِدَاكَ يُوفِّرَانِ لَكَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَاجُهُ ( كَانَ يَعْلَمُ أَنَّ والِدَيَّ مُوَظَّفَانِ فِي قِطاعِ التَّعْليمِ ) … " أُمِّي أُريدُ هَذِهِ ! " تُحْضِرُها لَكَ ، " أَبِي أُريدُ مَبْلَغًا مَا مِنَ الْمَالِ ! " يُعْطِيكَ إِيَّاهُ …

   أَنَا : مَاذَا عَنْ أَخِيكَ الأَكْبَرِ ( مُحَمَّدٍ ) ؟ لَقَدْ دَرَسَ لِمُدَّةٍ أَطْوَلَ ، أَلَيْسَ كَذَلِكَ ؟

   التّاجِرُ : أَظُنُّ أَنَّهُ حَصَلَ عَلَى شَهادَةِ البَكَالُورْيَا ، وَلَكِنْ لَمْ يَدْرُسْ فِي الجامِعَةِ .

   أَنَا ، بِعِنادٍ : كَانَتْ لَدَيْهِ نَفْسُ الظُّروفِ وَمَعَ ذَلِكَ واصَلَ حَتَّى البَكَالُورْيَا ! يَعْنِي ، كَانَ بِإِمْكانِكَ الْقِيَامُ بِنَفْسِ الشَّيْءِ رَغْمَ الظُّروفِ .

   التّاجِرُ ، وَعَلاماتُ الشَّكِّ ظاهِرَةٌ عَلَى وَجْهِهِ : الأَمْرُ لَيْسَ بِهَذِهِ البَسَاطَةِ …

   لاحَظُوا كَيْفَ ، مُنْذُ البِدايَةِ ، وَهُوَ يُلْقِي اللَّوْمَ عَلَى مُخْتَلِفِ الأَشْياءِ ، مَعْنَويَّةً أَوْ مادِّيَّةً ، كَمَا لَوْ أَنَّهُ لَمْ يُساهِمْ فِي وَضْعِهِ الحاليِّ بِأَيَّةِ طَريقَةٍ مُعَيَّنَةٍ . بَلْ مَا مَسْؤولٌ عَنْ وَضَعِهِ هِيَ اَلظُّروفُ والدَّوْلَةُ وَ . . . وَ . . . .

   الخَطَأُ لَا يَكونُ دَآئِمًا خَطَأُكَ . وَلَكِنَّ التّاجِرَ لَمْ يَعْتَبَرْ قَطُّ بِأَنَّ الخَطَأَ قَدْ يَكونُ خَطَأَهُ كاحْتِمالٍ .

   كَيْفَ أَعْلَمُ هَذَا ؟ كُنْتُ أَقومُ بِنَفْسِ التَّصَرُّفِ . فَبَعْدَمَا تَجَاوَزْتُ سِتَّمِائَةِ ساعَةٍ بِاللُّعْبَةِ اَلَّتِي تَحَدَّثْتُ عَنْهَا سَابِقًا ، أَصْبَحْتُ قَوِيًّا كِفايَةً لِلْحُصُولِ عَلَى أَعْلَى نَتيجَةٍ بِمُعْظَمِ المُبَارَيَاتِ اَلَّتِي كُنْتُ أَخوضُها غَيْرَ أَنَّ فِرْقَتِي كَانَتْ تَخْسَرُ كُلَّ مَرَّةٍ . كُنْتُ أُلْقِي اللَّوْمَ عَلَى بَاقِي أَعْضاءِ الفِرْقَةِ . لَمْ أَعْتَبِرْ وَلَوْ تَارَةً بِأَنَّ الخَطَأَ قَدْ يَكونُ خَطَئِي ، فَأَنَا مَنْ يَحْصُلُ عَلَى أَحْسَنِ أَداءٍ . إِذًا ، الخَطَأُ حَتْمًا خَطَئُهُمْ .

   تَحَدَّثْتُ مَعَ صَدِيقِي الفَرَنْسيِّ مَارْتِنْ - Martin بِخُصُوصِ هَذَا الأَمْرِ وَبِأَنَّ حَظِّي سَيِّءٌ واللُّعْبَةُ تَقومُ بِوَضْعي مِرَارًا وَتِكْرَارًا مَعَ لَاعِبِينَ ضُعَفاءَ … ، فَتَفَاجَأَ . مُسْتَوَاهُ أَقَلُّ مِنْ مُسْتَوايَ -فِي اللُّعْبَةِ- ، وَمَعَ ذَلِكَ مُعَدَّلُ فَوْزِهِ أَعْلَى . طَرَحْتُ عَلَيْهِ المُشْكِلَةَ لِيُخْبِرَنِي بِسِرِّ حَظِّهِ . كَانَ مَارْتِنْ يَعْمَلُ بِإِحْدَى وَكالاتِ " مارْلْبورو " - Marlboro بِباريسَ . اقْتَرَحَ ، كُلَّمَا أُتِيحَتْ اَلْفُرْصَةُ ، اَللَّعِبَ مَعِي لِيُشَاهِدَ بِعَيْنِهِ مَا ظَنَّهُ غَرِيبًا . وَافَقْتُ لِأَنَّنِي كُنْتُ أُريدُ الِاسْتِفادَةَ مِنْ حَظِّهِ والْفَوْزِ ، فَقَدْ سَئِمُتْ مِنْ الخَسارَةِ اَلَّتِي كُنْتَ أَظُنُّها غَيْرَ عادِلَةٍ . لَعِبْنَا مَعًا فِي الأَيّامِ المُوالِيَةِ ، واحْزِرُوا مَاذَا ؟ خَسِرْنَا المُبَارَيَاتِ كُلَّها .

   قَبْلَ أَنْ أَبْدَأَ بِاعْتِبَارِ نَفْسِي مَلْعونًا ، أَخْبَرَنِي مَارْتِنْ بِأَنَّنِي لَا أُراعي الجانِبَ الاسْتْراتيجِيَّ بَتَاتًا أَثْناءَ اللَّعِبِ ، وَقَامَ بِتَصْحِيحِ بَعْضِ الأَخْطاءِ اَلَّتِي كُنْتُ أُكَرِّرُها .

   بِتَقَبُّلِي لِخَطِئِي ، بِصُعوبَةٍ ، فَتَحْتُ مَجَالًا لِلتَّحَسُّنِ !

   طَلَبْتُ مِنْهُ تَعْليمي بَعْضَ التِّقْنِيّاتِ والْخُطَطِ وَعَمِلْتُ عَلَى تَحْسينِ مُسْتَوايَ الاسْتِراتيجيَّ فِي السِّتِّمِائَةِ ساعَةٍ المواليَةِ .
أَمَّا الآنَ فَلْنَعُدْ لِتاجِرِنا .

   اسْتَمْرَرْتُ فِي مُحاوَلَةِ إِقْناعِهِ بِأَنَّ بِإِمْكَانِهِ فِعْلَ شَيْءٍ مَا ، رَغْمَ الظُّروفِ . وَبَعْدَمَا كُنْتُ عَلَى وَشْكِ التَّغَلُّبِ عَلَيْهِ ، نَادَى مُساعِدَهُ . كَانَ يَعْلَمُ أَنَّ الظُّروفَ اَلَّتِي نَشَأَ فِيهَا كَانَتْ أَصْعَبَ وَأَشَدَّ .

   التّاجِرُ : " سِّيمُو " ! تَعَالَ إِلَى هُنَا . اسْمَعْ مَا يَقُولُهُ هَذَا الصَّغيرُ …

   وَبَعْدَ أَنْ أَخْبَرَهُ عَمَّا قُلْتُ بِاخْتِصَارٍ .

   المُساعِدُ ، بِوَجْهٍ كَئيبٍ : لَا أَظُنُّ أَنَّ اَلْاَمْرَ هَكَذَا يَا أَخِي . لَمْ أَسْتَطِعْ فِعْلَ شَيْءٍ لِأَنَّ أُمِّي كَانَتْ مَريضَةً ، وَأَبِي كَانَ مَرِيضًا ، وَكَانَ لَدَيَّ إِخْوانٌ وَأَخَواتٌ صِغارٌ ، وَكَانَ عَلَيَّ أَنْ أَعْمَلَ وَ . . . وَ . . . 

   طَيِّبْ ، مِنْ الواضِحِ أَنَّ سُوءَ تَفَاهُمٍ قَدْ وَقَعَ . كَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّنِي أَقْصِدُ : « لِمَاذَا لَمْ تَسْتَمِرّوا فِي الذَّهابِ إِلَى المَدْرَسَةِ ؟ » فِي حِينِ مَا أَعْنيه : « لِمَاذَا لَمْ تَسْتَمِرّوا فِي الدِّراسَةِ ؟ » وَلَيْسَ " المَدْرَسَةِ " . فَلِسَبَبٍ مَا يُظَنُّ التّاجِرُ وَمَساعِدُهُ أَنَّ الدِّراسَةَ والْمَدْرَسَةَ مُتَرادِفانِ ، وَهُمَا لَيْسَا كَذَلِكَ . المُشْكِلَةُ أَنَّنِي لَمْ أُلاحِظْ هَذَا عَلَى الفَوْرِ ، كُنْتُ مُتَوَتِّرًا . لِذَا ، اسْتَمْرَرْتُ فِي مُحاوَلَةِ إِقْناعِهِمْ أَنَّ بِإِمْكَانِهِمْ الدِّراسَةَ مَهْما كَانَ الوَضْعُ .

   أَنَا : … يُمْكِنُكَ الدِّراسَةُ فِي أَيِّ وَقْتٍ وَزَمانٍ …

   المُساعِدُ ، وَالتَّاجِرُ يَنْظُرُ إِلَيَّ مُبْتَسِمًا بِشَكْلٍ ساخِرٍ : وَكَيْفَ ؟ ! ؟ !

   أَنَا : هُنَا ! فِي المَتْجَرِ .

   المُساعِدُ : لَيْسَ هُنَالِكَ وَقْتٌ ! فَقَطْ العَمَلُ ، العَمَلُ ، ثُمَّ العَمَلُ ! لَا يُمْكِنُني تَرْكُ الزَّبَائِنِ ! أُنْظُرْ ، أُنْظُرْ ! هَا واحِدٌ قادِمٌ !

   أَنَا : الزَّبَائِنُ لَا يَأْتُونَ الواحِدَ تِلْوَى الآخَرِ طَوالَ اليَوْمِ . فِي المُدَّةِ اَلَّتِي تَنْتَظِرُ فِيهَا الزَّبونَ الْمُوَالِي يُمْكِنُكَ قِراءَةُ شَيْءٍ مَا ، كِتَابًا مَثَلًا . تَقْرَأُ مَا اسْتَطَعْتَ ( كِلَاهما يُجِيدُ القِراءَةَ والْكِتابَةَ ) ، وَعِنْدَ قُدومِ زَبونٍ ، تَتَعامَلُ مَعَهُ وَتُتِمُّ القِراءَةَ فِي انْتِظارِ اَلَّذِي بَعْدَهُ ، وَهَكَذَا ، وَمَعَ مُرورِ الوَقْتِ ، شَيْئًا فَشَيْئًا ، سَتَجِدُ نَفْسَكَ خَتَمْتَ كِتَابًا بِأَكْمَلِهِ . تَخَيَّلْ لَوْ أَنَّكَ قُمْتَ بِهَذَا مُنْذُ البِدايَةِ ، مُنْذُ تِلْكَ العَشْرِ سَنَوَاتٍ ( حَتَّى المُساعِدُ عَمَلَ لِأَكْثَرَ مِنْ عَشْرِ سَنَوَاتٍ ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَتَوَفَّرُ عَلَى مَتْجَرِهِ الخاصِّ بَعْدُ ) ! لَكُنْتَ قَرَأْتَ مَكْتَبَةً بِأَكْمَلِهَا ! ( كُنْتَ أُحَاوِلُ إِثارَةَ حَماسَتِهِمْ وَلَكِنْ دُونَ جَدْوَى … )

   المُساعِدُ ، مُجَدَّدًا : الوَقْتُ ضَيِّقٌ …

   يَقُولُ هَذَا عِلْمًا أَنَّهُ مُنْذُ بِدايَةِ حَديثِي مَعَهُمْ ، لَمْ يَأْتي سِوَى زَبونانِ أَوْ ثَلاثَةٍ ، وَكَانَتْ مُدَّةُ التَّعامُلِ مَعَهُمْ لَا تَتَجاوَزُ ثَلاثَ دَقَائِقَ ! وَمَعَ ذَلِكَ يَسْتَعْمِلُ عُذْرَ " الوَقْتِ " .

   هَذَا العُذْرُ شائِعٌ جِدًّا لِدَرَجَةِ أَنَّنِي سَئِمْتُ مِنْ شِدَّةِ سَماعِهِ . سَأَقُومُ فِي المَواضيعِ القادِمَةِ ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، بِالْكِتَابَةِ عَنْ الوَقْتِ ، فَهْمِهُ ، وَكَيْفِيَّةِ السَّيْطَرَةِ عَلَيْهِ . لَكِنْ أَوَّلًا يَجِبُ عَلَيْنَا التَّغَلُّبُ عَلَى العَدوِّ اَلَّذِي يُشَكِّلُ جَوْهَرَ مَوْضوعِنا هَذَا ! وَفِي انْتِظارِ التَّعَرُّفِ عَلَيْهِ لِنَعُدْ إِلَى حَواري مَعَ التّاجِرِ وَمَساعِدِهِ .

   اسْتَمْرَرْنَا فِي الحَديثِ ، لَكِنْ مَهْما قُلْتُ رَدّوا عَليَّ بِالظُّرُوفِ … الظُّروفْ … الظُّروفْ …

   يَقُولُونَ ، أَنَا دَرَسْتُ لِأَنَّ ظُرُوفِي سَمَحَتْ لِي بِذَلِكَ . يَتَحَدَّثُونَ مِثْلَ أُولَئِكَ الزُّمَلَاءِ … " تَعَلَّمَ الفَرَنْسِيَّةَ لِأَنَّهُ كَانَ لَدَيْهِ أَساتِذَةٌ أَفْضَلُ " .

   الظُّروفُ لَا تُحَدِّدُ بِشَكْلٍ جِذْريٍّ ، هِيَ فَقَطْ تُساهِمُ أَوْ تُأَثِّرُ . طَيِّبْ ، إِذَا كَانَتْ الظُّروفُ كَذَا وَكَذَا . مَا العَمَلُ إِذًا ؟ ؟ ؟ نَقِفُ مَكْتُوفِي الأَيْدِي ، وَنَنْتَظِرْ ؟ ؟ ؟ … لا! … نَتَحَارِبُ ! نَتَصارَعُ ! نَتَقَاتَلُ ! وَنُحَاوَلْ !

   والِدَايَ ، كَأَغْلَبيَّةِ الْجِيلِ السّابِقِ ، لَا يَعْلَمَانِ شَيْئًا فِي مَجالِ التِّكْنُولُوجْيَا ، وَمَعَ ذَلِكَ يُمْكِنُني أَنْ أَتَحَدَّاكَ فِيه . لَمْ أَسْتَعْمِلْ عُذْرَ " الظُّروفِ " عِنْدَمَا كُنْتُ طِفْلًا : « لَوْ كَانَ والِدَايَ يُتْقِنَانِ الْمَعْلُومِيَّاتِ لِسَاعِدَانِي فِي تَطْويرِ مُسْتَوايَ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ وَأَسْرَعَ ، وَلَكانَتْ لَدَيَّ أَجْهِزَةٌ أَقْوَى ، وَلَكُنْتُ قَدْ اِجْتَنَبْتُ الكَثِيرَ مِنْ الأَخْطاءِ اَلَّتِي قُمْتُ بِهَا وَ … وَ … » . هَذَا فَقَطْ تَأْثيرٌ ، مَهْما كَانَتْ الظُّروفُ فَلَنْ تَمْنَعَنِي مِنَ الِاطِّلاعِ عَلَى مَجالِ الْمَعْلُومِيَّاتِ !

   هُنَالِكَ العَديدُ مِنْ الأَبْناءِ اَلَّذِينَ نَشَأُوا فِي أُسْرَةٍ غَنْيَّةٍ ( ظُروفٌ جَيِّدَةٌ فِي أَغْلَبِ الحَالَاتِ ) ، وَمَعَ ذَلِكَ مُسْتَوَاهُمْ ، المَعْرِفي وَ الشَّخْصي ، ضَعيفٌ جِدًّا ، كَمُسْتَوَى التّاجِرِ وَمُساعِدِهِ تَمَامًا !

   أَبِي ( رَحِمَهُ اللَّهُ ) ، كَانَ ابْنَ باديَةٍ . وَالِدَاهُ لَا يُجيدانِ لَا القِراءَةَ وَلَا الكِتابَةَ . يَعِيشُونَ مِمَّا يَزْرَعُونَ . كَانَ لَدَيْهُمْ الغَنَمُ وَغَيْرُها مِنْ الماشيَةِ كَذَلِكَ . كَانَتْ المَدْرَسَةُ بَعيدَةً جِدًّا ( بِضْعَ كِيلُومِتْرَاتٍ ) . كَانَ يَرْتَدِي لِبَاسًا وَاحِدًا طَوالَ السَّنَّةِ . كَانَ الأَساتِذَةُ تَارَةً يَحْضُرونَ وَتَارَةً لَا … . وَمَعَ كُلِّ هَذَا كَافَحَ وَدَرَسَ وَأَصْبَحَ دُكْتورًا . فَعَنْ أَيِّ ظُروفٍ تَتَحَدَّثُ يَا هَذَا ؟ فَعَنْ أَيِّ ظُروفٍ تَتَحَدَّثُ يَا " سِّيمُو " ؟ فَعَنْ أَيِّ ظُروفٍ تَتَحَدَّثُ أَيُّهَا التّاجِرُ ؟ لَمْ أُصَرِّحْ بِهَذَا احْتِرَامًا لَهُما ، لِأَنَّ كِلَاهُما أَكْبَرُ مِنِّي سِنًّا .

   إِضافَةً إِلَى مَا سَبَقَ ، والِدَا أَبِي تُوُفِّيَا خِلالَ الفَتْرَةِ اَلَّتِي كَانَ يَدْرُسُ فِيهَا فِي الجامِعَةِ ، وَمَعَ ذَلِكَ …

   أَخْبَرَنِي أَحَدُ أَصْدِقَائِي بِأَنَّ أُسْتاذَهُمْ ، أَيْضًا ابْنَ بادِيَةٍ ، كَانَ يَبِيعُ السَّجائِرَ عِنْدَمَا كَانَ طِفْلًا . وَرَغْمَ ظُروفِهِ أَصْبَحَ دُكْتورًا كَذَلِكَ 

   المُرادُ فَهْمُهُ مِمَّا سَبَقَ هوَ أَنَّ الظُّروفَ لَا عَلاقَةَ لَهَا بَقُدْرَتِكَ أَوْ اسْتِطاعَتِكَ عَلَى الفِعْلِ والْعَمَلِ . حَتَّى وَإِنْ كَانَتْ ظُروفُكَ مُنْحَطَّةً ، تَبْذُلُ مَجْهُودًا وَتُحَسِّنُهَا ! لَا تَظَلُّ جَالِسًا تَتَذَمَّرُ ، تَلْعَنُ كَذَا وَذَاكَ .

   طَيِّبْ ، قَدْ يَبْدَأُ البَعْضُ بِمُحَاوَلَةِ تَبْريرِ ظُروفِهِمْ إِذْ لَمْ يَسْتَعْمِلُوهَا كَعُذْرٍ . لَا جَدْوَى فِي نِقاشِ : " كَانَ الأَمْرُ كَذَلِكَ لِأَنَّ كَذَا وَكَذَا " ، " لَمْ يَفْعَلْ كَذَا لِأَنَّ كَذَا " ، لَكَانَ قَامَ بِكَذَا لَأَصْبَحَ كَذَا " إِلَى آخِرِهِ … . كُلُّ ذَلِكَ جُزْءٌ مِنْ الْمَاضِي . المُهِمُّ هوَ الآنَ وَمَا يُمْكِنُكَ فِعْلُهُ لِتَتَحَسَّنَ ! مَا يُمْكِنُكَ الْقِيَامُ بِهِ لِتُصْبِحَ مُسْلِمًا ذَكِيًّا ( وَبِقَوْلِي " مُسْلِمًا " فَأَنَا أَقْصِدُ " مُسْلِمَةً " كَذَلِكَ ) . المُهِمُّ هوَ الحاضِرُ !

   الْمَاضِي يُعَلِّمُنَا مِنْ أَخْطائِنا فَحَسْبُ ، أَمَّا الفِعْلُ فَيَكُونُ فِي الحاضِرِ !

   اقْتَرَبَ مَوْعِدُ العَصْرِ وَمازِلْتُ فِي جِدالٍ عَنيدٍ مَعَ التّاجِرِ وَمَساعِدِهِ ، أُحَاوِلُ إِقْناعَهُمْ بِأَنَّ الظُّروفَ لَيْسَتْ عُذْرًا مُقْنِعًا وَلَا كَافِيًا . وَعِنْدَهَا …

   التّاجِرُ : مَهْلًا ، مَهْلًا … كَمْ عُمُرُكَ ؟ ؟ ؟

   أَخْبَرْتُهُ بِسِنّي فَظَهَرَتْ مَلامِحُ بَهْجَةٍ قَويَّةٍ عَلَى وَجْهِهِ ، كَمَا لَوْ أَنَّهُ فَازَ بِحَرْبٍ شامِلَةٍ ، كَمَا لَوْ أَنَّهُ عَثَرَ عَلَى عِلاجِ جَميعِ الأَمْرَاضِ الفَتَّاكَةِ ، كَمَا لَوْ أَنَّهُ عَثَرَ عَلَى قِطْعَةٍ نادِرَةٍ صُدْفَةً !

   التّاجِرُ : أَهَّا ! ! ! عِنْدَمَا تَبْلُغُ سِنّي عِنْدَهَا تَعَالَ وَتَحَدَّثْ مَعِي .

   وَبَعْدَهَا ، كُلَّمَا أَعْطَيْتُ فِكْرَةً أَوْ رَأْيًا مَنْطِقِيًّا قَابِلًا لِلنِّقَاشِ ، كَانَتْ أَجْوِبَتُهُ تَتَرَاوَحُ بَيْنَ " مَازِلْتَ صَغِيرًا " وَ " عِشِ المُدَّةَ اَلَّتِي عِشْتُهَا وَسَتَرَى " …

   لَمْ تَعُدْ هُنَالِكَ أَيُّ ظُروفٍ . أَلَاحَظْتُمْ كَيْفَ يُغَيِّرُ أَصْحابَ هَذِهِ الفِئَةِ عُذْرَهُمْ بِسُرْعَةٍ ؟ كُلَّمَا وَجَدُوا عُذْرًا أَفْضَلَ وَمُبَرِّرًا أَكْثَرَ لِوَضْعِيَّتِهِمْ تَبَنَّوْهُ .

   تَبَنَّى التّاجِرُ هَذَا العُذْرَ لِأَنَّنِي أَصْغَرَ مِنْهُ سِنًّا . يَعْنِي ، بِحَسْبِهِ ، عَقْلي لَمْ يَنْضَجْ بَعْدُ كِفايَةٍ لِكَيْ أَسْتَوْعِبَ الكَلِماتِ العِلْمِيَّةِ العَميقَةِ الصَّعْبَةِ اَلَّتِي يَنْطِقُ بِهَا . حَتَّى وَإِنْ كُنْتُ أَرُدُّ عَلَيْهُمْ بِـ :

   أَنَا : يَا رَجُلْ ، لَيْسَ المُهِمُّ " أَنَا " ! لَيْسَ المُهِمُّ سِنّي ! المُهِمُّ هوَ الفِكْرَةُ اَلَّتِي اَقْتَرِحُهَا ، هَلْ هِيَ مَنْطِقيَّةٌ ؟ هَلْ لَهَا حُظوظٌ فِي أَنْ تَكونَ فَعّالَةً ؟ هَلْ يُمْكِنُنَا تَحْسينُها ؟ هَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ نَنْطَلِقَ مِنْهَا لِلتَّوَصُّلِ إِلَى فِكْرَةٍ أَفْيَدَ وَأَكْثَرَ فَعالِيَةٍ ؟

   كَانَ الأَمْرُ كَسَكْبِ الْمَاءِ عَلَى الرَّمْلِ …

   حَانَ وَقْتُ صَلاةِ العَصْرِ . سَمِعْتُ الأَذانَ فَتَذَكَّرْتُ بِأَنَّنِي ، طَوالَ الحَديثِ ، لَمْ أَسْأَلْهُمَا هَلْ يُصَلِّيَانِ أَمْ لَا . اعْتَقَدْتُ أَنَّهُمَا يَقُومَانِ بِذَلِكَ . مُنْذُ البِدايَةِ وَهُمَا يُوَظِّفَانِ مُصْطَلَحاتٍ كَـ " اللَّهُمَّ يَسِّرْ " ، " سُبْحَانَ اللَّهِ " ، " حَفِظَكَ اللَّهُ " …

   إِضافَةً إِلَى هَذَا ، أَخْبَرَنِي التّاجِرُ ، خِلالَ نِقاشِنا ، بِأَنَّهُ كَانَ يُرِيدُ فِعْلَ شَيْءٍ مَا ، وَلَكِنَّ اللَّهَ لَمْ يُيَسِّرْ ذَلِكَ .

   فَكَانَتْ الصَّدْمَةُ أَنَّهُمَا لَا يُصَلِّيَانِ ! عِلْمًا أَنَّ المَسْجِدَ قَريبٌ جِدًّا مِنْ المَتْجَرِ ( حَوَالَيْ دَقيقَتانِ مِنْ المَشْيِ ) ، والْكَثيرُ مِنْ تُجّارِ السّوقِ يَقْصُدُونَهُ . أَنْتَ لَا تُصَلّي حَتَّى ، فَكَيْفَ تُرِيدُ أَنْ يُيَسِّرَ اللَّهُ لَكْ ؟ بَلْ أَخْبَرَنِي المُساعِدُ أَنَّهُ أَقْلَعَ عَنْ الصَّلاةِ تَمَامًا ، وَذَلِكَ مُنْذُ فَتْرَةٍ طَويلَةٍ ! مُجَدَّدًا… لَا تَعْبُدُ اللَّهَ ، فَكَيْفَ تَنْتَظِرُ التَّيْسيرَ؟! …

*رَدَّةُ فِعْلي فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ*

   أَحْسَسْتُ بِشِدَّةِ سَذاجَتِي . كَانَ عَلَيَّ سُؤالُهُمَا مِنْ قِبَلُ . هَذَانِ لَا يَنْتَمِيَانِ لِتِلْكَ الفِئَةِ فَقَطْ كَمَا كُنْتُ أَعْتَقِدُ ، لَا يُسَيْطِرُ عَلَيْهِمَا العَدُوُّ الثَّانِي فَحَسْبُ ، بَلْ حَتَّى العَدُوُّ الأَوَّلُ !

   تَقومُ الجَمَاعَةُ بَعْدَ خَمْسِ عَشْرَةَ دَقيقَةً مِنْ الأَذانِ . فِي غُضُونِ هَذِهِ الدَّقائِقِ ، ظَلّْتُ أُحَاوِلُ اقْناعَ المُساعِدِ بِالْعَوْدَةِ لِلصَّلَاةِ ، وَانْتَهَى النِّقاشُ كَالتَّالِي :

   أَنَا ، بِصَوْتٍ عَالٍ قَلِيلًا : مَاذَا تُرِيدُ ؟ أَيَّ شَيْءٍ ؟ يُمْكِنُكَ القَوْلْ ! هَيَّا ، قُلْ !

   المُساعِدُ ، مُبْتَسِمًا ، بِصَوْتٍ مُنْخَفِضٍ قَلِيلًا : أُريدُ ڭَاوْرِيَّةً ( امْرَأَةٌ غَرْبِيَّةٌ جَميلَةٌ غَنيَّةٌ … أَوْ شَيْئًا مِنَ القَبِيلِ )

   أَنَا ، بِنَفْسِ النَّبْرَةِ ، بَعْدَ أَنْ قَاطَعْتُهُ : حَسَنًا ! تَذْهَبُ لِلصَّلَاةِ وَعِنْدَ السُّجودِ … " اللَّهُمَّ إِنِّي أُريدُ ڭَاوْرِيَّةً " !

   فَانْفَجَرَ كِلَاهُمَا مِنَ الضَّحِكِ . عِنْدَهَا ، سَلَّمْتُ عَلَيْهِمَا وَتَوَجَّهْتُ لِلصَّلَاةِ ضَاحِكًا بِدَوْرِي ، لِأَنَّنِي كُنْتُ وَاثِقًا مِنْ لَوْ أَنَّهُ قَامَ بِذَلِكَ … لَحَصَلَ عَلَى أُمِّ الڭَاوْرِيَّاتْ .

   إِلَى هَذَا الحَدِّ رَأَيْنا صِغَارًا ( لَاعِبِينَ وَ تَلاميذَ ) وَكِبارًا ( التّاجِرُ وَمَساعِدُهُ ) يَقُومُونَ بِنَفْسِ التَّصَرُّفِ . يَعْنِي أَنَّهُ غَيْرُ مُحَدَّدٍ بِالسِّنِّ ! فَبِمَا هوَ مُحَدَّدٌ ؟ ؟ أَهوٌ مُحَدَّدٌ بِالْمُحِيطِ ؟ ؟ ؟ 

   المَعْروفُ هوَ أَنَّ الأَجانِبَ " مُتَقَدِّمُونَ " وَ " مُنَظَّمونَ " . بِناءً عَلَى هَذِهِ الفِكْرَةِ ، فَهُمْ حَتْمًا لَا يَتَذَمَّرونَ وَلَا يُقَدِّمونَ أَعْذارًا ! هْمْمْ … سَنَرَى بِشَأْنِ هَذَا …


الحَلْقَةُ 4 : الأَمْريكيُّ جُّونْ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اللُّغَةُ الفَرَنْسيَّةُ

اَلْأَلْعابُ اَلْجَماعيَّةُ

الأَمْريكيُّ جُّونْ